الجمعة، 8 مارس 2013

تنضيد بذور الفستق



تبدأ العملية بتهيئة صناديق التنضيد وهي صناديق من الخشب تصنع خصيصا للغرض مقاييسها حسب كميات الفستق المراد تنضيدها ويمكن أن تكون 1 متر على 0.5 متر بعلو 0.5 متر نافذة من الأسفل بحيث تسهل عملية صرف ما زاد عن احتياجات النبتة من مياه " يمكن تعويض هذه الصناديق بحفر مباشرة في الأرض على أن تكون في مكان محمي من القوارض والعصافير وغير ذلك من العوامل التطبيعية " غير أن هذا الطرح قد يمثل عائقا في عملية حسن التصرف في نسبة الرطوبة وعادة ما تكون نتائج صناديق التنضيد أحسن بكثير.
 نضع في الصندوق مقدار من الرمل الخشن بعلو 20 سم مع طرحه وتسويته للحصول على مساحة أفقية تسهل عملية توزيع مياه الري بشكل متوازن. بعد نقع الحبوب توضع بشكل طبقة فوق الرمل، البذرة بجانب الأخرى مع الحرص على إبعاد الحبات المغلقة " الحبات المغلقة غالبا ما تتعطل عملية إنباتها وقد تتعفن"، المحافظة على نسبة رطوبة جيدة دون إفراط والتفقد الدائم لعملية صرف المياه أسفل الصندوق " المياه الزائدة غالبا ما تسبب تعفن لب الثمرة"، استعمال مرش ري جيد بقطرات صغيرة.
خلال أسابيع قليلة حسب درجات الحرارة وتاريخ بداية التنضيد " 2 إلى 4 أسابيع" جذور بذرات الفستق تبدأ بالظهور والنمو بسرعة قبل ظهور ساق النبات. عندما يبلغ طول الجذور 1 إلى 3 صم حسب نسق العمل بالمنبت وقدرة اليد العاملة المتوفرة نأخذ البذور الجاهزة بلطف مع الحرص على ترك البذور التي لم تنبت بعد لتكمل عملية التنبيت.
بيت القصيد والإجابة على سؤال لماذا التنضيد:
كل بذرة فستق عند تعرضها لظروف التنبيت تكوّن جذر واحد رئيسي يسمى جذر وتدي. في صورة إنباتها مباشرة في حقل المنبت تكون هذا الجذر الوتدي الذي نضطر إلى قطعه عند نقل النبات لغراسته بمكانه الدائم. سبق وتحدثنا في مقال ضمن هذه المدونة عن أن الجراح على شجرة الفستق لا تلتئم بسرعة وهي عملية جعلت إكثار الفستق بالعقلة شبه مستحيل. في حالة الزراعة المباشرة في المنبت سوف نجد أنفسنا في ظروف مشابهة. فضل عملية التنضيد هو إتاحة الفرصة لصاحب المنبت لقص الجذر الوتدي في أيامه الأولى وتوفير ظروف ظهور جذور ثانوية وبذلك نضمن مجموع جذري جيد لشجرة المستقبل. قد نجد أشجار فستق معروضة للبيع في بعض المنابت بشكل عصي مقصوصة من الأسفل هذا النوع من الغراس لا يستعيد عافيته بسرعة عند وضعه في مكانه الدائم وينصح بعدم اقتنائه لأنه لم يتعرض إلى عملية التنضيد بشكلها الفني الصحيح.
 عند أخذ البذرة التي كونت جذرا وتديا من الرمل وعندما يكون هذا الجذر بطول 3 صم نقص حوالي 1 مم من نهايته باستعمال الأظافر. عديد الجذور الثانوية تظهر خلال أيام قليلة وبذلك نضمن مجموع جذري كثيف للنبتة في المنبت وعند قلعها لنقلها لمكانها الدائم لا تتأثر كثيرا من جروح القص باعتبارها موزعة وليست جرح واحد عميق، كما نضمن سرعة رجوعها للنمو الطبيعي في مكانها الدائم بالحقل.
تحويل النباتات بعد عملية التنضيد يجب أن يتوافق مع نسق العمل بالمنبت، ما أخرج من تحت الرمل وقصت عروقه يجب أن يزرع ويروى مباشرة ودون تأخير. زراعة نباتات تأخرت عملية تنضيدها عن الشهر قد تؤدي إلى فشل ذريع، لذا يستحسن العمل على التدرج في تنضيد الحبوب " التدرج في الوقت" إذا كانت امكانيات اليد العاملة بالمنبت غير متوفرة بشكل يسمح بزراعة البذور خلال أسبوع. زراعة نباتات هرمة "جذورها يزيد طولها عن 3 مم " عملية غير منصوح بها.

إكثار الفستق



لا يمكن نظريا إكثار الفستق إلا بطريقتين البذرة والتطعيم. إكثار الفستق بالعقل غالبا ما يعطي  نتائج غير ذات أهمية ويمكن التأكيد أنه من الصعب الحصول على جذور موثوق بها لعقل الفستق حتى بعد معالجتها بالهرمونات وتوفير الظروف الملائمة لها. قد يكون للأمر علاقة بصعوبة التئام الجروح لدى نبات الفستق، بما معناه أن العقل تتأثر بمكان القص ولا تتجه إلى إنتاج جذور قبل التئام جراحها على مستوى القاعدة.
الإكثار بالبذور يتيح لنا فرصة الحصول بسهولة على شجرة فستق غير أنه وككل الأشجار المثمرة المنتخبة قليلا ما يمكن المحافظة على مميزات الشجرة الأم باستعمال بذورها، وغالبا ما تكون نتيجة المنتج ذات مواصفات أقل بكثير من مواصفات الشجرة الأم فضلا عن أن زراعة بذور الفستق تعطي أشجارا مذكرة ومؤنثة بنسب متقاربة وهي صفة غير مرغوبة فنسبة 10 بالمائة أشجار مذكرة كافية على المستوى التطبيقي لتلقيح باقي النسبة 90 بالمائة.
يعد الفستق أصلا جيدا لنفسه ومن هنا تتضح أهمية زراعة بذور الفستق بقصد تحضيرها كأصول معدة للتطعيم.
زراعة البذور بالمنبت:
تعد زراعة البذور بمنابت الأشجار المثمرة الطريقة الأكثر تداولا لإنتاج أصول فستق يقع تطعيمها في ما بعد، ويكتسي تاريخ البذر أهمية كبرى لأنه من المستحسن أن تنموا النباتات بشكل جيد وتستغل الظروف الطبيعية الملائمة قبل دخول فصل الصيف الحار.
زراعة البذور مبكرا في شهر نوفمبر طريقة جيدة وممكنة إلا أنه يجب التحذير من أن نباتات الفستق الفتية تتأثر سلبا بالصقيع. في تونس مثلا، الفترة بين 15 جانفي و 15 فيفري تعد مثالية لأن غراس الفستق تعتبر بدرية نسبيا ولا تتأثر بفترة الصقيع خلال شهر ديسمبر وبداية جانفي وتستغل فترة الربيع حتى أوائل الصيف للنمو بشكل طبيعي.
يمكن زراعة البذور حتى نهاية شهر مارس غير أن النتائج تبقى رهينة الخدمات التي يقدمها صاحب المنبت للغراس الفتية خصوصا تلك المتعلقة بحسن التصرف في مياه الري والحماية من الرياح الحارة " الشهيليي" والرياح الرملية التي غالبا ما تأثر بصفة سلبية على نمو نباتات الفستق الفتية.
يمكن زراعة بذور الفستق دون نقعها بالمياه ليوم أو يومين غير أن هذه الطريقة غالبا ما تأخر عملية الإنبات بعدة أيام ونظرا لقصر فترة نشاط نموات الفستق حيث تقتصر على 2 أو 3 أشهر من أفريل إلى جوان وتتوقف النموات صيفا تحت تأثير درجة الحرارة المرتفعة وللترفيع من أيام نشاط النمو وتجنب المجازفة يستحسن العمل على زراعة البذور مبكرا في شهر جانفي فيفري من السنة.
عملية نقع بذور الفستق في الماء لمدة 24 أو 48 ساعة قبل زراعتها يمكنها من استرجاع كمية الماء التي كانت قد فقدتها طيلة أيام النضج ويسرّع عملية الإنبات. تتمثل العملية في وضع البذور في برميل من الماء وهي فرصة للتخلص من البذرات الفارغة التي تطفوا بسرعة والإبقاء على البذور المترسبة ليومين. البعض يضع حبوب الفستق في أكياس من الكتان ويدلّيها في حوض الري مثلا لنفس المدة.
بعد عملية نقع البذور يمكن زراعتها مباشرة، غير أنه من المستحسن ولأسباب فنية تتعلق خاصة بحسن نمو المجموع الجذري للنبتة ينصح بالعمل على تنضيد البذور. تنضيد البذور عنوان المقال القادم.

Translate